ما هو حجم الورم الليفي الطبيعي؟

يتصل الرحم من أعلى بقناتي فالوب اللتان تتصلان بالمبيضين، ومن أسفل يتصل الرحم بالمهبل عن طريق عنق الرحم، ويتأثر الرحم بالهرمونات الجنسية وهم الاستروجين والبروجيسترون، إذ تعمل هذه الهرمونات على زيادة سمك بطانة الرحم، وزيادة الإمداد الدموي لها، وذلك من أجل تهيئة الرحم لاستقبال الجنين في حالة حدوث حمل، أما في حالة عدم حدوث حمل فإن بطانة الرحم تنسلخ ـ كإجراء طبيعي ـ وتخرج على هيئة دم الدورة الشهرية، ويتكون جسم الرحم من العديد من الطبقات منها طبقة العضلات الملساء، وهذه العضلات هي منشأ أشهر المشكلات التي تُصيب الجهاز التناسلي للأنثى وهي الأورام الليفية، وكثير من المرضى يتساءلون حول حجم الورم الليفي الطبيعي، خاصة وأن الورم الليفي يؤثر على الرحم وعلى الدورة الشهرية وعلى أشياء عديدة في جسم الأنثى.

ولذلك في هذا المقال سوف نلقي الضوء على حجم الورم الليفي الطبيعي، وبالإضافة إلى ذلك سنتعرف على متى يكون الورم الليفي خطيرًا؟ وعلى ماذا يتغذى الورم الليفي؟ وذلك مع أحد الأطباء المتخصصين في علاج الأورام الليفية الدكتور معتز المطيلي - استشاري أمراض النساء والتوليد وعلاج تأخر الإنجاب والحمل الحرج وجراحات أورام النساء - فتابعوا معنا قراءة المقال للنهاية لتتعرفوا على كافة التفاصيل.

ما هي الأورام الليفية؟

من المهم التعرف على المقصود بالأورام الليفية قبل بدء الحديث عن حجم الورم الليفي الطبيعي، وعامة يمكننا القول أن الورم الليفي هو ورم حميد أي أنه نمو غير طبيعي للخلايا، وتحدث تلك المشكلة الصحية في طبقة العضلات التي توجد في جدار الرحم، وقد ينمو الورم الليفي مباشرة تحت بطانة الرحم، أو ينمو في طبقة العضلات، أو ينمو في الجهة الخارجية من الرحم، وكل نوع من هذه الأنواع يؤثر بطريقة مختلفة على المريضة، وسبب الإصابة الفعلي بالأورام الليفية حتى الآن به غير معروف، ولكن يُعتقد أن الهرمونات الجنسية تلعب دورًا مهمًا في الإصابة، بالإضافة إلى التغيرات الجينية وعوامل النمو المختلفة.

والأورام الليفية شائعة للغاية، وتؤدي إلى العديد من الأعراض المزعجة للأنثى، وتؤثر هذه الأورام بشدة على الدورة الشهرية، إذ تؤدي إلى دورات شهرية ثقيلة وأطول من المعتاد، بالإضافة إلى زيادة الألم أثناء الدورة الشهرية، والشعور بألم أثناء الجماع، والشعور بألم في البطن وكذلك انتفاخ البطن، وكل هذه الأعراض تؤثر على جودة حياة المريض.

من المهم معرفة أن حجم الورم الليفي الطبيعي غير ثابت، فليست كل الحالات تُصاب بنفس الحجم من الأورام الليفية، وهذا ما سوف نتعرف عليه في الفقرة القادمة، كما تجدر الإشارة إلى أن المريضة قد تُصاب بورم ليفي واحد أو قد تُصاب بعدة أورام ليفية مع بعضها.

اعرف عن 
هل الورم الليفي يكبر مع الحمل 

اذا كنت تشعرين بأعراض ورم - استشيري طبيب الآن 

حجم الورم الليفي الطبيعي 

من الأمور الشائعة التي يتساءل عنها المرضى هو حجم الورم الليفي الطبيعي، ولكن قبل البدء في ذكر حجم الورم الليفي الطبيعي، دعنا نوضح أن حجم الورم الليفي يختلف من حالة لأخرى، فتجد بعض الحالات مُصابة بأورام ليفية صغيرة، والبعض الآخر مُصاب بأورام ليفية كبيرة الحجم، كما تجدر الإشارة إلى أن حجم الورم الليفي ليس له علاقة بمدى خطورة الأمر على حياة المريضة، فالأورام الليفية كبيرة الحجم لا تعني أبدًا أن الحالة خطيرة، والأورام الليفية الصغيرة لا تعني كذلك أنه لا يجب القلق من أي شيء، فكما ذكرنا الحجم ليست المتحكم الوحيد بمدى خطورة الوضع.

بالعودة إلى حديثنا عن حجم الورم الليفي الطبيعي، دعنا نوضح أن العلماء قسموا الأورام الليفية، وقارنوها بحجم أشياء أخرى، من أجل تسهيل التعرف على حجم الورم الليفي الطبيعي:

1. الأورام الليفية الصغيرة: يتراوح طول هذه الأورام ما بين 1 و 5 سم، وحجمها يتراوح من حجم حبة البازلاء إلى حجم حبة الكرز.

2. الأورام الليفية المتوسطة: يترواح طولها ما بين 5 و 10 سم، وحجمها يتراوح من حجم حبة البرقوق، إلى حجم حبة البرتقال الكبيرة.

3. الأورام الليفية الكبيرة: طولها أكبر من 10 سم، وحجمها قد يشابه حجم حبة الجريب فروت أو أكبر من ذلك.

وبناءً على ما سبق يمكننا القول أن الأورام الليفية يمكن أن تختلف بشكل كبير في الحجم، حيث أن بعضها يكون صغيرًا جدًا، بحجم حبة البازلاء، بينما يمكن أن ينمو البعض الآخر ليصل إلى حجم كبير يماثل حجم حبة الجريب فروت أو أكبر، ولا يوجد "حجم طبيعي" محدد للورم الليفي، حيث يعتمد الحجم الذي يعتبر طبيعيًا أو يستدعي التدخل الطبي على مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك الأعراض التي يسببها، وموقعه، ومدى تأثيره على الأعضاء المجاورة أو الوظائف الحيوية، وفي كثير من الحالات، الأورام الليفية التي لا تسبب أعراضًا تُترك دون علاج ويتم مراقبتها بمرور الوقت.

على ماذا يتغذى الورم الليفي؟

بعد التعرف على حجم الورم الليفي الطبيعي، تجد من يتساءل عن على ماذا يتغذى الورم الليفي؟ وإجابة هذا السؤال أنه عادةً، يستمد الورم الليفي إمداده الدموي من الشريان الرحمي، ومع ذلك، في بعض الحالات، قد يحصل الورم الليفي على إمداده الدموي من شريان المبيض.

التعرف على إجابة على ماذا يتغذى الورم الليفي مهمة، وذلك لأنه توجد طريقة للعلاج تعمل من خلال سد وقطع الإمداد الدموي عن الورم الليفي؛ مما يؤدي إلى انكماش الورم الليفي والتخلص منه، ولذلك من المهم أن يعرف الطبيب المعالج الشريان الذي يغذي الورم الليفي، وذلك من أجل إجراء هذا العلاج بالدقة المطلوبة.

اقرأ عن 
ورم في الرحم اسبابه وعلاجه

علاج ورم الرحم

متى يكون الورم الليفي خطيرًا؟

بعد التعرف على إجابة سؤال على ماذا يتغذى الورم الليفي؟ وتعرفنا على حجم الورم الليفي الطبيعي، تجد الكثير من الحالات تسأل عن متى يكون الورم الليفي خطيرًا؟ والإجابة على هذا السؤال هي أنه عندما يؤدي الورم الليفي إلى مضاعفات تؤثر بشدة على حياة المريضة، فإنه يُصبح خطيرًا، ويُصبح خطيرًا في الحالات الآتية:

• في حالة التسبب في نزيف شديد؛ مما يؤدي إلى الإصابة ببعض المشكلات الصحية مثل أنيميا نقص الحديد، التي ينتج عنها العديد من المشكلات مثل تساقط الشعر والإجهاد وزيادة عدد دقات القلب وغيرها من الأعراض الأخرى.

• في حالة أن الورم الليفي أصبح كبيرًا لدرجة أن يضغط على الأعضاء المحيطة به مثل المثانة البولية، فيؤدي إلى الحاجة إلى التبول أكثر، أو يضغط على الأمعاء فيؤدي إلى الإصابة بالإمساك أو انتفاخ البطن.

• في حالة التأثير على الخصوبة عن طريق سد قناة فالوب عندما يكبر في الحجم، ولكن هذه المشكلة غير شائعة.

• عندما يتسبب في بعض المشكلات أثناء الحمل مثل الإجهاض أو الولادة المبكرة.

• في حالة التواء الورم الليفي؛ مما يؤدي إلى التواء الشريان الذي يغذيه، تلك المشكلة قد تؤدي إلى الشعور بألم حاد في الحوض أو أسفل البطن.

في النهاية، حجم الورم الليفي الطبيعي يختلف من حالة لأخرى، وكما ذكرنا فإن الحجم غير مرتبط بخطورة المشكلة، وتجدر الإشارة إلى أهمية اختيار أفضل الأطباء لعلاج هذه الحالة بدقة عالية وتجنب المضاعفات التي قد تنتج عن الأورام الليفية، ولذلك لا تترددي في التواصل مع عيادة الدكتور معتز المطيلي - استشاري أمراض النساء والتوليد وعلاج تأخر الإنجاب والحمل الحرج وجراحات أورام النساء - لتحصلي على أفضل خدمة طبية ممكنة.

مقالة قد تهمك 
عملية استئصال الورم الليفي من الرحم